السلام عليكم ورحمه الله وبركات
هل تريد أن يحبك الله؟
لا شك أن كل واحد منا
يتمنى أن ينال هذه المنزلة العظيمة والدرجة الرفيعة،
ومن منا لا يريد أن يكون ممن يحبهم الله جل وعلا.
ولكن هل أخذنا بالأسباب التي توصلنا إلى ذلك؟
وهل قدمنا جهداً وعملاً يشفع لنا بالوصول إلى تللك الدرجة؟
أم أنها أمنيات العاجزين
أسباب محبة الله للعبد:
ورد في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم
العديد من الأسباب الموجبة لمحبة الله لعبده،
فيما يلى بعضاً منها:
1.التقوى:
قال تعالى: (بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين).
2.التوكل على الله (مع الأخذ بالأسباب) :
قال تعالى: (فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين).
3.الصبر بأنواعه الثلاثة :
الصبر على طاعة الله،
والصبر عن معصية الله،
والصبر على الحوادث المؤلمة.
قال تعالى: (وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير
فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله
وما ضعفوا وما استكانوا
والله يحب الصابرين).
4.العدل :
العدل مع كل الناس كبيرهم وصغيرهم،
غنيهم وفقيرهم، مسلمهم وكافرهم.
قال تعالى: (وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط
إن الله يحب المقسطين).
5. التوبة :
المداومة على التوبة والرجوع إلى الله.
قال تعالى: (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين).
6.الاتباع :
اتباع النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهديه وسنته
في كل شؤون الحياة.
قال تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله
فاتبعوني
يحببكم الله
ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم).
7. النوافل :
التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض.
قال تعالى في الحديث القدسي
الذي رواه أبوهريرة رضي الله عنه-:
(من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب،
وما تقرب إلي عبدي بشيء
أحب إلي مما افترضت عليه،
وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل
حتى أحبه... الحديث) رواه البخاري.
8.الزهد في الدنيا:
اقال صلى الله عليه وسلم:
(ازهد في الدنيا يحبك الله). رواه النووي.
و الزهد: هو ترك ما لا ينفع في الآخرة،
فمن كانت في قلبه الرغبة في الآخرة،
وأنه لا يعمل العمل إلا إذا كان نافعا له في الآخرة،
وإذا لم يكن نافعا له في الآخرة، فإنه يتركه،
فهذا هو الزاهد.
فعلى هذا يكون الزاهد غنيا،
و يكون الزاهد مشتغلا ببعض المباحات،
إذا كان اشتغاله بها مما ينفعه في الآخرة،
فمن استعان بشيء من اللهو المباح على قوته في الحق،
فهذا لا يخرجه عن وصف الزهد.
آثار محبة الله للعبد:
لمحبة الله لعبده آثار وثمار عظيمة منها:
1.التسديد :
تسديد الله للعبد في جوارحه فلا يفعل بها إلا ما يرضي الله،
ولا يستعملها فيما يغضب الله.
2.استجابة الله لدعائه:
قال تعالى في الحديث القدسي - الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه- : (وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه) رواه البخاري.
3.وضع القبول له في الأرض:
قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أحب الله العبد نادى جبريل:
إن الله يحب فلانا فأحبه،
فيحبه جبريل،
فينادي جبريل في أهل السماء:
إن الله يحب فلانا فأحبوه،
فيحبه أهل السماء،
ثم يوضع له القبول في أهل الأرض) رواه البخاري.
4.النجاة من عذاب الله:
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال:
مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه
وصبي في الطريق (أي وكان هناك صبي في الطريق وقت مرورهم)
فلما رأت أمه القوم خشيت على ولدها أن يوطأ
فأقبلت تسعى وتقول: ابني ابني، وسعت فأخذته.
فقال القوم: يا رسول الله ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار،
قال: فخفضهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:
(ولا الله لا يلقي حبيبه في النار) رواه ابن كثير.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين .