: اضطرابات الكلام
1-
الخمخمة:
الخمخمة أو ما يطلق عليه الإخصائيون (Rhinolalia)، وما يُسميه العامة من النَّاس (الحنف)، عيب من عيوب النطق، يستهدف له الأطفال والصغار والبالغون الكبار على حد سواء.
و يتميز هذا العيب عن غيره من العيوب التى تتصل بالنطق، وكذلك عن الاضطرابات الكلامية المعروفة كاللجلجة مثلاً، يتميز بمظاهر خاصة، يسهل حتى على غير الإخصائيين وعلى غير المشتغلين بأمراض النطق إدراكها بمجرد الاستماع إليها، سواء أكان ذلك عن طريق الملاحظة العارضة أم عن طريق الملاحظة المقصودة. ويصبح المصاب – والحالة هذه – هدفاً للنقد والسخرية، فينشأ هياباً قلقاً، قليل الثقة بنفسه، فيفضل الصمت والانزواء، ويهرب من المجتمع إلاَّ إذا اضطرته ظروف الحياة والتعامل، فيقوم بذلك رغماً عنه .
و يجد المصاب بالخمخمة صعوبة فى إحداث جميع الأصوات الكلامية المتحرك منها والساكن (فيما عدا حرفى الميم والنون)، فيخرجهما بطريقة مشوهة غير مألوفة فتبدو الحروف المتحركة مثلاً كأن فيها غنة. أما الحروف الساكنة فتأخذ أشكالاً مختلفة متباينة من الشخير أو (الخنن) أو الإبدال.
و ترجع العلة فى هذه الحالات إلى وجود فجوة فى سقف الحلق منذ ميلاد الطفل تكون فى بعض الأحايين شاملة للجزء الرخو والصلب من الحلق معاً، وقد تصل أحياناً إلى الشفاه، أو تشمل أحياناً أخرى الجزء الرخو أو الصلب فحسب.
كيف تنشأ الإصابة
:
ترجع الإصابة فى الحالات السابقة إلى عوامل ولادية، إذ يتعرض الجنين فى الأشهر الأولى من حياته إلى عدم نضج الأنسجة (Tissues) التى يتكون منها نصف الحلق أو الشفاه، فيترتب على ذلك عدم التئامها، هنا تحدث فجوة (Cleft) فى سقف الحلق أو يحدث انشقاق فى الشفاه وخاصة الشفة العليا، وتبلغ نسبة الإصابة بهذه العلة نحو طفل واحد فى كل ألف طفل، وقد أولت الأمم المتمدينة عناية فائقة للذين يولدون بأمثال هذه العيوب الخِلْقية فشرعت القوانين التى تقضى بضرورة إجراء عمليات جراحية يقوم بها مختصون فى فن جراحة الترقيع (Prosthesis) وهذه العمليات الجراحية تؤدى إلى التئام هذه الفجوات الخِلْقية بحيث يصبح بعدها من المتيسر تدريب الطفل على أن يحسن الكلام. وقد يحدث أن يشب الطفل دون أن تجرى له هذه العملية الجراحية الضرورية ويصبح من العسير إجراؤها بعد أن يكون قد اكتمل نموه، وإذ ذاك يلجأ جراح الفم والأسنان إلى تصميم جهاز (obturator) يتألف من سدادة أو غطاء من (البلاستيك) تسد الفجوة فى سقف الحلق وتيسر على المريض إحداث الأصوات بالشكل الطبيعى، لكن تركيب هذه السدادة لا يمكن صاحبها من إجادة نطق الأصوات، وذلك لأنه يكون قد كوَّن أثناء المرحلة التى تعلم فيها الكلام عادات لنطق الحروف بطريقة معينة، ولهذا فإن الذين يستخدمون هذه السدادات لا يكونون فى غنى عن أن يتلقوا تدريبًا كلامياً خاصاً.
العلاج
:
يتبين من دراسة هذا الموضوع كما شخصناه أن الناحية العلاجية تنحصر فى الأدوار الاتية:
1- الخطوة العلاجية الأولى، يجب أن توجه إلى الناحية الجراحية لإزالة أى نقص أو سوء تركيب عضوى، وتتفاوت العمليات الجراحية فى هذا الشأن من حيث درجة الخطورة، ومبلغ الجهد الذى يجب أن يبذله الجراح، فهناك حالات لا تتطلب إلاَّ سد فجوة صغيرة فى سقف الحلق الصلب، وهناك حالات أخرى تتطلب سد فجوة تشمل سد سقف الحلق الصلب والرخو على السواء.
2- أما فى حالة تعذر إجراء العملية الجراحية، فيلجأ جراح الأسنان والفم إلى تركيب سدادة من البلاستيك لسد الفجوة بطريقة صناعية.
3- يحتاج المصاب بجانب ذلك إلى تمرينات خاصة لضبط عملية إخراج الهواء، ويمكن الاستعانة فى هذه الحالة بجهاز صغير يتكون من لوحة صغيرة من الورق المقوى (cardboard) تثبت فى وضع أفقى أسفل الشفة السفلى، ويوضع فوقها قليل من ريش الطيور الخفيف، وتوضع لوحة أخرى مماثلة بأسفل الأنف، ثم يُطلب من الطفل النفخ، فإذا ما تحرك الريش من فوق اللوحة العليا كان هذا دليلاً على أن الهواء يخرج من أنفه، أما إذا تحرك الريش من فوق اللوحة السفلى، فإن هذا يكون دليلاً على أن الهواء يخرج من فمه، ويجب أن يتعود المصاب على إخراج الهواء من أنفه، لأنه هو المادة الخام التى تتكون منها الحروف المتحركة والساكنة عدا حرفى الميم والنون، والعلة فى هذه الحالات هى أن سقف الحلق الرخو مصاب بشكل لا يسمح له بتأدية وظيفته، فيتسرب الهواء إلى الفجوة الأنفية فى الوقت الذى تقتضى طبيعة تكوين الحروف المتحركة وأكثر الحروف الساكنة مروره من فجوة الفم حيث يرتفع سقف الحلق الرخو إلى أعلى ليسد التجويف الأنفى، أما فى حالة نطق حرفى الميم والنون فإن هذا العضو يسدل إلى أسفل حتى يصل مع اللهاة إلى الجزء الخلفى من اللسان، وعلى هذا الوضع يخرج الصوت المحتبس بطريق التجويف الأنفى إلى الخارج بدلاً من التجويف الفمى.
4- يضاف إلى ذلك أن المريض يحتاج إلى تمرينات أخرى خاصة بجذب الهواء إلى الداخل، على أن تكون الشفاه فحالة استدارة،و تمرينات التثاؤب تؤدى نفس الغرض الذى تؤديه تمرينات جذب الهواء. فكلاهما يعمل على رفع سقف الحلق الرخو velum وخفضه، ويمكن فى الوقت ذاته تمرين الطفل على أن يحبس أنفاسه فترة يقوم فيها الملاحظ بالعد من واحد إلى اثنى عشر.
5- ويحتاج المصاب إلى تمرينات أخرى خاصة بالنفخ Blowing بواسطة أنابيب اسطوانية زجاجية خاصة، والغرض من هذه التمرينات تعويد المريض على استعمال فمه فى دفع الهواء إلى الخارج، لكى يقوى الجزء الرخو من حلقه وينبعث إلى العمل. على أنه يمكن أن تجرى هذه التمرينات على هيئة لعب، كإطفاء عيدان الثقاب المشتعلة، أو نفخ قطع صغيرة من الورق أو الريش أو القطن المندوف.
6- وهناك إلى جانب ذلك تمرينات تتصل باللسان وتأخذ أشكالاً مختلفة داخل فجوة الفم وخارجها.
7- تمرينات الشفاه تكون على شكل فتحة كاملة حين نطق الألف المفتوحة إلى استدارة يصاحبها بروز فى الشفاه عند نطق الألف المضمومة، وتتخذ الشفاه أشكالاً أخرى يختلف بعضها عن بعض عند نطق الحروف المتحركة الأخرى وهى أكثر عدداً فى اللغات الأوربية.
8- أما التمرينات الخاصة بالحلق فتكون أكثر صعوبة من تمرينات اللسان والشفاه، غير أنه بالرغم مما يلازم تلك التمرينات من صعوبات تتصل بموقع الحلق من الجهاز الكلامى نفسه، فإن الإمكان تمرين هذا العضو على العمل من أسفل إلى أعلى عن طريق التثاؤب أو النفخ أو جذب الهواء إلى الداخل، أو نطق بعض المقاطع الصوتية، خصوصاً الحروف المتحركة.
2-
اللدغة :
ماذا نعنى باللدغة؟
هى إبدال الصوت بصوت آخر نتيجة لخروج الصوت من مخرج غير مخرجه الصحيح وهى تشيع فى ثلاثة أنواع:
أ- اللدغة السينية ب- اللدغة الرائية
جـ- اللدغة فى بعض الأصوات الحلقية