التكرارات: Repetitions
يرى بيتش وفرانسيلا Beech & Fransella (1986: 354) أن التكرار يعد من أهم السمات المميزة للجلجة، حيث إنها أحد أعراض اللجلجة الأكثر شيوعاً خاصة عندما تحدث عدة تكرارات بالصوت نفسه بالتتابع لدرجة تلفت انتباه المستمع، والتكرار يكون لبعض عناصر الكلام مثل:
تكرار حرف Sound معين مثل الحرف (n) فى العبارة التالية:
د. د. د. دلوقت سأذهب إلى n.n.n. now I am going to
تكرار للمقاطع اللفظية whole syllable مثل المقطع (un) فى العبارة التالية:
فا. فا. فا. فانلة un.un.un. under wear.
تكرار للكلمة whole word مثل كلمة but فى العبارة التالية:
لكن- لكن- لكن- لكن انظر but- but- but- but look
تكرار للعبارة phrase بأكملها مثل عبارة دعنى let me
دع – دعنى – دعنى أرى let – let me – let me see.
(1983: 354Starkweather )
ومع أن التكرارات تعتبر من الأعراض المميزة لوجود اللجلجة، إلا أن تكرار العبارات والكلمات والمقاطع يعد شائعاً بين الأطفال الصغار جداً، وقد يكون مؤشراً لوجود اللجلجة، حيث إن الأطفال الذين يتراوح أعمارهم من (2-5) سنوات يتسم كلامهم بالترددات والتكرارات للمقاطع اللفظية والكلمات وكذلك العبارات، وأجريت دراسات إحصائية لهذا الموضوع، وتبين أنه إذا كان متوسط التكرارات (45) مرة لكل (1000) كلمة تعتبر تكرارات طبيعية.
و يؤكد إدوارد كونتر Conture (1982: 164) هذه الحقيقة بقوله أن التكرارات تؤخذ فى الاعتبار على أنها لجلجة عندما تصل إلى نسبة 5% من حاصل الكلام الكلى للطفل. ويضيف كونتر بأن هناك وجهة نظر طبية ترى أنه ليس فقط درجة تكرارات الكلمات وحدها هى المؤشر لوجود الاضطراب، ولكن الأهم هو طبيعة هذا الاضطراب، بمعنى أن الطفل يعتبر متلجلجاً إذا اتسم كلامه بتكرارات للكلمات، والمقاطع اللفظية، وإطالات صوتية وكذلك حدوث الإعاقات الداخلية.
الإطالاتProlongations
هناك شكل تشخيصى آخر وهام للجلجة هو الإطالات الصوتية Prolongations of Sounds، حيث يطول نطق الصوت لفترة أطول خاصة فى الحروف المتحركة.
و يعد إطالة الصوت شكلاً هاماً لهذا النوع من الاضطراب الكلامى، حيث إنه من النادر وجوده فى كلام غير المتلجلجين. حيث يؤكد بيتش وفرانيلا Beech and fransella (1968) أن الإطالات تعتبر شائعة جداً بين المتلجلجين وذات دلالة تشخيصية مقبولة، وذلك بسبب قلة حدوثها بين الأفراد ذوى الطلاقة اللفظية، لكن من المثير أن الأفراد غير المتلجلجين يميلون لإظهار هذا النوع من الاستجابة الكلامية (الإطالات) تحت ظروف التغذية المرتدة السمعية المتأخرة Delayed auditory Feedback وتفترض تلك الملاحظة أن الاضطرابات الكلامية التى تنتج تحت ظروف التغذية المرتدة السمعية تختلف عن الاضطرابات الموجودة لدى المتلجلجين مثل التردد والتكرار، بالإضافة إلى أن الآليات المرتبطة بإنتاج الإطالات سواء بواسطة التغذية المرتدة السمعية أو فى اللجلجة تعتبر مختلفة.
ويضيف إدوارد كونتر Conture (1982: 164) أن الإطالات غالباً ما تكون مرتبطة بالمراحل المتقدمة من اللجلجة، أما فى مراحلها المبكرة، فغالباً ما ينتج الطفل تكرارات صوتية أو مقطعية أكثر من إنتاجه للإطالات الصوتية.
كما أنه من الأشياء المعروفة لدى أخصائى الكلام أن اللجلجة إذا تركت فسوف تتطور من سىء إلى أسوأ(أى من تكرارات صوتية ومقطعية إلى إطالات صوتية)، ولذلك فهم يفصلون التعامل مع الأطفال الذين لديهم تكرارات صوتية ومقطعية، حيث تبدو المشكلة فى مراحلها المبكرة والعلاج فى هذه الحالة يكون أسرع وأضمن.
التوقفات الكلامية (الإعاقات الكلامية) Blockages:
هناك شكل آخر للجلجة والذى يسبب إحباطاً لكل من المتكلم والمستمع، وهو متعلق بالإعاقات الصامتة Slient blocks ويظهر من خلالها عجز المتلجلج عن إصدار أى صوت على الإطلاق برغم الجهد العنيف الذى يبذله.
و تحدث الإعاقة الكلامية بسبب انغلاق ما فى مكان ما فى الجهاز الصوتى تؤدى إلى إعاقة الحركة الآلية للكلام، بالإضافة إلى ضغط مستمر من الهواء خلف نقط الإعاقة، وقد يصاب هذه الإعاقات توتراً وارتعاشاً فى العضلات عند نقطة الإعاقة. وقد تطول مدة الإعاقة أو تقصر تبعاً لشدة الاضطراب وبالتالى يتناقص أو يتزايد التوتر العضلى. (ٍStarkeweather 1983: 356).
و يلاحظ حدوث تلك الإعاقات بصورة متكررة فى بداية نطق الكلمة أوالعبارة، وهى فى هذا تشترك مع بقية خصائص اللجلجة، حيث إنه غالباً ماتحدث التكرارات أو الإطالات فى بداية النطق.
ولقد جذبت هذه الظاهرة الاهتمام بتنفس المصابين باللجلجة وعكفوا على دراسة أعراض التنفس لديهم، ولقد لوحظ أن عملية التنفس لدى المتلجلجين تتم بطريقة مختلفة، حيث تؤثر مجموعة من الأشكال التكوينية للتنفس الصدرى فى إعاقة تدفق الحديث لديهم (Beech and Fransella، 1968:
.
كما افترض أن الإعاقات الكلامية تحدث خاصة فى الكلمات المشددة Stress Words، ويبدو أن هذا الافتراض مقبول، حيث إن الكلمات المشددة تتطلب جهداً أكبر بالمقارنة بالكلمات غير المشددة،ومن المعروف أن اللجلجة تحدث بصفة خاصة فى الكلمات التى يتم التركيز عليها من قبل المتكلم والتى يكررها بشكل واضح.
و يبدو أن السب فى أن الفرد يتلجلج أكثر فى الكلمات المشددة يرجع إلى أن هذه الكلمات تكون أكثر وضوحاً فى النطق بالمقارنة بالأخرى غير المشددة. (Klouda and cooper، 1988: 4).
ويوضح فرانيسيس فريما Freema (1982: 679) أن حوالى 90% من الإعاقات الكلامية تتعلق بالصوت الأول Initial sound من الكلمة وعندما تحدث إعاقة داخل كلمة متعددة المقاطع Polysyllabic word فإنها عادة ترتبط بالصوت الأول من المقطع المبتور المضغوط Stressed syllable .
المظاهر الثانوية للجلجة: Secondary features
يصف ميريل مورلى Morley (1972: 432) من خلال ممارسته لعلاج مرضى اللجلجة بعض المظاهر التى تبدو على المتلجلج أثناء الكلام،منها رفع الأكتاف وتحريك الذارع، واحمرار الوجه والعنق، ثم يتبع هذا إطلاق عدة كلمات.
و أحياناً تكون محاولات الكلام مرتبطة بفم مفتوح على آخره وبروز سريع وارتداد للسان مرتبط بانقباض فى التنفس respiratory spasm والذى يسبب اختناقاً، ويكاد التوتر يبدو على الجسم كله مع حركات أمامية وخلفية تشبه الرقص.
تشخيص التلعثم
:
يمكن تشخيص التلعثم كالآتى:
أخذ التاريخ المرضى كعمر المريض وأسلوب تربيته فى الأسرة ومستواه الاجتماعى ومشاكله الدراسية والاجتماعية والمهنية وسن بداية التلعثم ورأى الأسرة أو المريض نفسه عن سبب التلعثم، وعما إذا ما كان هناك خوف من كلمات معينة أو أصوات معينة أو مواقف بذاتها، ثم يتم تحديد ما إذا كان هناك إطالة أو تكرار أو وقفات أو تقطعات داخل الفونيوم أو حركات لا إرادية بالوجه أو الجسم.
فحص الطبيب للتجويف الفمى والبلعومى والأنفى والحنجرة مع فحص للجهاز العصبى.
استخدام اختبارات للقدرات العقلية واختبارات للشخصية وللقلق.
علاج التلعثم
تذكر نوران نجدى العسال (1990) أن برامج العلاج قد تباينت تبايناً كبيراً نتيجة لاختلاف النظريات التى وضعت لتفسير التلعثم. ولذا تعددت وتفاوتت الطرق ابتداء من وسائل بدائية للعلاج إلى أخرى حديثة نسبياً وأكثر إقناعاً ومن هذه الطرق:
(1) العلاج الجراحى:
وتتمثل فى كى اللسان وقطع العصب المغذى له، وذلك للتقليل من توتر عضلات اللسان المصاحب للتوقفات. وفى بعض الأحيان يتطلب العلاج الجراحى استئصال اللوزتين ولحمية خلف الأنف (فان رايبر 1973) Van Riper، وتعتبر هذه الطرق العلاجية من الوسائل البدائية التى استخدمت لعلاج التلعثم حيث لا يوجد لها أساس علمى سليم.
(2) العلاج بالعقاقير:
استخدمت بعض المنبهات والمهدئات كعلاج للتلعثم وذلك لوجود علاقة بين القلق والتوتر وبين التلعثم. فقد استخدمت ارون (1965) Aron عقارى ترايفلوبيرازين واميلوباربيتون «كمهدئات» معاً لعلاج بعض المتلعثمين ووجدت أن 80% من المتلعثمين قد تحسنوا باستخدام هذه العقاقير ولكن لم يؤدى ذلك إلى العلاج، فالعلاج بالعقاقير على هذا النحو لا يلمس إلاَّ الخواص الجانبية لمشكلة التلعثم.
(3) الاقتفاء: Shadowing:
وفيه يكتفى المريض المعالج بأن يكرر ما يقوله له بحيث يكون متزامناً معه فى نطق كل كلمة. وقد وجد شيرى وساير (1956) Cherry and Sayers أن استخدام هذه الطريقة قد أدت إلى اختفاء التلعثم تماماً ولكن فان رايبر (1973) Van Riper أكد أن علاج التلعثم بالاقتفاء قد يفيد مؤقتاً ولا يمكن استخدامها خارج حجرة العلاج، وبالتالى لا يمكن أن يكون لها أثر ممتد فى مواقف الكلام المختلفة، فلا يمثل أثر علاجى إيجابى مستمر .
(4) التحكم فى التنفس:
من المعروف أن التلعثم يتضمن بعض التغيرات غير الطبيعية فى التنفس. لذلك فإن بعض التدريبات على التنفس قد استخدمت كعلاج للتلعثم،مثل التوقف عند الخوف من كلمة معينة ثم أخذ هواء الشهيق عدة مرات ثم الكلام خلال هواء الزفير. ولكن هذه الطريقة تؤدى إلى تحسن مؤقت نتيجة لإبعاد فكر المريض عن مشكلته، وتفقد تأثيرها بعد أن يتعود المتلعثم عليها ثم تعود المشكلة مرة أخرى «فان رايبر» (1973) Van riper .